لا شك أنك قرأت أو سمعت لمحلل نفسي يوماً ما.. إذ يقول أنك عندما تريد شيئاً ما فقط ركز عليه وتصرف وكأنك حصلت عليه وتخيل أيضاً أن ما أردت الحصول عليه أصبح لك , فما عليك إلا أن تتخيل التفاصيل الدقيقة لذلك وبعدها ستجد أن ما أردته بقوة أصبح فعلاً ملكًا لك.
حسناً , وماذا لو أخذتك باتجاه آخر لنصل معاً إلى نفس المكان . كيف ذلك .؟ ألم يقل سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان” سورة البقرة (١٨٦) ..
هل حدث يوماً أن رفعت يديك بالدعاء لرب العرش العظيم وأنت مخلص النية وواثق كل الثقة أن ربك لن يردك…؟ فإن كنت قد جربت هذا وأنت على يقين تام بأن ربك سيعطيك ما طلبته فلا شك أنك نلت ما طلبته من ربك.
والآن ألسنا في نفس النقطة التي انطلقنا منها ولكن من طريق آخر . تلك هي النقطة التي جذبتني بالأمس عند قراءتي لما كتبه أحد المعالجين الروحيين في إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.. فقد جذبني حديث المعالج عن اللاوعي وكيف يمكنك التحكم فيه وكذلك في برمجته . وذلك ضمن سرد طويل لا داعي لذكره هنا.
المهم جذبني حديث ذلك المعالج لدرجة أني قرأته كاملاً حتى التعليقات قرأتها وكان من ضمن من كتب في التعليقات سيدة كانت تحدث المعالج عن إيمانها بالله وقربها من الخالق . فتكتب قائلةً: انها ما من مرة التجأت فيها بالدعاء لرب العالمين وخاب ظنها بالمولى . وهنا كان التقاطع بين ما يقوله المعالج وما كتبته السيدة فالمعالج قال انك عندما تريد شئ ما بشدة ركز تفكيرك عليه وتصرف وكأنك حصلت عليه فتحصل عليه .وهو نفسه ما قالته السيدة ولكن بقالب آخر انك عندما تطلب من الله عز وجل كن واثقاً بربك وبأنه سيعطيك ما تطلبه فالله يلبيك لأنه قريب يجيب دعوة الداع..
هذا هو التقاطع بل التقاطع العتيق فما يقوله علم النفس اليوم ذكر في القرآن الكريم منذ أكثر من ١٤٠٠ عام . ولو بحثنا في القرآن الكريم سنجد العديد من التقاطعات بينه وبين الفلسفة ، فالفلسفة ليست وليدة اليوم ولكنهم اليوم يلبسونها حلة جديدة..
ما رأيكم هل خطر في بالكم مثل هذا التقاطع القديم؟؟ حدثوني عنه.
primer-8